النهائي الأول، جابوه الرجال..
الرجاء في المباراة الأصعب منذ سنوات، والأكثر شدا للأعصاب وانقباضا للقلب، والملعب الأكثر تعقيدا في إفريقيا ولكن رجالنا، رجال النسر الأخضر “مخيبوناش” وأسكتوا طبول الحرب، و”حلايقية التقواس” وأفرحوا الجراد في كل بقاع المعمورة.
من الصعب جدا الحديث عن تفاصيل مباريات كهذه، لأننا بصراحة لا ننتبه لا لخطط ولا لتكتيكات ولا لأوتوماتيزمات تقنية، كل العقل، ومعه القلب والروح يكونون في لحظات كالتي عشناها في لومومباتشي كجمهور للعالمي، وعقولنا مع صافرة النهاية وتأهلنا لنصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، تأهل انتزعه رجال الخضرا بكل استحقاق وجدارة، رغم الهزيمة، ولكن لا ننسى أنها هزيمة هي من صنع حكام المباراة، بعد رفض هدف لأحداد في آخر المباراة، هدف لا يرفضه إلاّ حكم مرتشي، أو صاغر لتعليمات.
ابتدأت المبارة مشتعلة، استفزازات من الجماهير وطقوس إفريقية عهدناها ودريناها، ولم تعد جديدة علينا. الضغط الكونغولي جاء مبكرا، ورغبة شرسة في التسجيل لزعزعة نفسية العالمي، ولكن الرجاء الذي دخل مباراة اليوم بتشكيلة متوازنة، وبروح قوية عرف كيف يصد هجمات الغربان الأسود، بل كان قاب قوسين أو أدنى لافتتاح التسجيل لولا بعض التسرع، لينتهي الشوط الأول بالبياض.
في الشوط الثاني استمر نفس الضغط، غير أن منسوب الهجمات المازيمبية ارتفع، وهو الأمر المعروف جدا لفريق الغربان السود، حيث أن قوتهم تظهر بشكل أكبر في الشوط الثاني، التصعيد الذي توج بهدف بعد تمريرة من العمق في العشر دقائق الأولى من الشوط الثاني، بعد هذا الهدف حاول الكونغوليون إضافة أهداف، غير أن التصدي والبسالة التي رصّعت أداء لاعبينا، سواء في الدفاع، أو لاعبي الوسط والهجوم الذين لم ييخلوا في تقديم الدعم الدفاعي لأصدقائهم؛ غير أنّ عريس الملحمة لم يكن سوى أنس الزنيتي، الحارس الأفضل في المغرب دون منازع، تصدى لضربة جزاء كانت ستكون منعطفا مخيفا في المباراة، وبعد ذلك تصدى لمحاولات محققة لا يبعدها سوى العظماء.
في الدقائق الأخيرة للمباراة، كان السلامي موفقا جدا في تغييراته، فبدخول أحداد، ناناح، وجبيرة، الذين خلقوا الكثير من التوازن في وسط الميدان، وساعدا في إبقاء الكرة لدقائق طويلة في منتصف ميدان مازيمبي، التوازن الذي سيأتي منه هدف شرعي مليار في المئة، ولكنه سيرفض من حكم الشرط.
على ذكر الهدف المرفوض، لا ننسى أن نقول أن الأداء التحكيمي كان سيئا جدا جدا، وهو الأمر الذي صار شيئا ملازما لمباريات الرجاء الإفريقية، وهو الأمر الذي لا يجب على مسؤولي النادي السكوت عنه، فنحن قد وصلنا لمرحلة نحتاج جدا لتحكيم عادل من أجل أن نظهر المعدن الحقيقي لهذا الفريق العظيم.
قبعة ترفع ل”ولادنا” حماة الكيان، والمظهرين للمعدن الحقيقي للرجاء، فريق الرجال، لا بكاء ولا نواح.. فإلى النهائي المقبل، ولنطوي صفحة ستبقى في سجلات تاريخنا الطويل.